فصل: (سورة البقرة: آية 191):

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



.[سورة البقرة: آية 190]:

{وَقاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ الَّذِينَ يُقاتِلُونَكُمْ وَلا تَعْتَدُوا إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ (190)}.

.الإعراب:

الواو استئنافيّة {قاتلوا} فعل أمر مبنيّ على حذف النون... والواو فاعل {في سبيل} جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف حال من فاعل قاتلوا {اللّه} لفظ الجلالة مضاف إليه مجرور {الذين} اسم موصول مبنيّ في محلّ نصب مفعول به {يقاتلون} مضارع مرفوع... والواو فاعل وكم ضمير مفعول به الواو عاطفة {لا} ناهية جازمة {تعتدوا} مضارع مجزوم وعلامة الجزم حذف النون.. والواو فاعل {إنّ} حرف مشبّه بالفعل للتوكيد {اللّه} لفظ الجلالة اسم إنّ منصوب {لا} نافية {يحبّ} مضارع مرفوع والفاعل ضمير مستتر تقديره هو {المعتدين} مفعول به منصوب وعلامة النصب الياء.
جملة: {قاتلوا} لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: {يقاتلونكم} لا محلّ لها صلة الموصول {الذين}.
وجملة: {لا تعتدوا} لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة.
وجملة: {إنّ اللّه} لا محلّ لها تعليليّة.
وجملة: {لا يحبّ المعتدين} في محلّ رفع خبر إنّ.

.الصرف:

{تعتدوا} فيه إعلال بالحذف جرى فيه مجرى تهتدوا.. انظر الآية [137] من هذه السورة.
{المعتدين} جمع المعتدي، اسم فاعل من اعتدى الخماسيّ وزنه مفتعل.. وفيه إعلال بالحذف جرى فيه مجرى المتّقين- انظر الآية [2] من هذه السورة، الجزء الأول.

.الفوائد:

1- {الْفِتْنَةُ أَشَدُّ مِنَ الْقَتْلِ} مثل من الأمثال القرآنية العديدة، وكثير من كلمات القرآن البليغة قد ذهبت مذهب الأمثال كقوله تعالى، وَلَكُمْ فِي الْقِصاصِ حَياةٌ، وقوله: {إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ} وقوله: {وَلا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ}.
وهذه ثمرة من ثمرات البلاغة القرآنية، وما أكثر وجوه البلاغة في القرآن.
2- {حيث} من الظروف المكانية الملازمة للبناء برغم أنها مضافة، والأكثر أن تبنى على الضم، وتضاف للجمل الاسمية والفعلية نحو قعدت حيث الجو معتدل، وبقيت حيث طاب المقام وقليلا ما تضاف إلى المفرد ومع قلته جائز ومثله دلالتها على الزمان قالوا إن الأصل فيها للمكان وقد تكون للزمان، كقول الشاعر:
للفتى عقل يعيش به ** حيث تهدي ساقه قدمه

أي حين تهدي.
وقد ندر جرها بالباء نحو تلاقينا بحيث صافح أحدنا الآخر وكذلك جرها بالحرف إلى كقول الشاعر:
إلى حيث ألقت رحلها أم قشعم

وقال ابن هشام في المغني: الغالب كونها في محل نصب على الظرفية، أو خفض بمن وقد تخفض بغيرها، والأحسن الأخذ برأي ابن هشام لما فيه من تيسير..

.[سورة البقرة: آية 191]:

{وَاقْتُلُوهُمْ حَيْثُ ثَقِفْتُمُوهُمْ وَأَخْرِجُوهُمْ مِنْ حَيْثُ أَخْرَجُوكُمْ وَالْفِتْنَةُ أَشَدُّ مِنَ الْقَتْلِ وَلا تُقاتِلُوهُمْ عِنْدَ الْمَسْجِدِ الْحَرامِ حَتَّى يُقاتِلُوكُمْ فِيهِ فَإِنْ قاتَلُوكُمْ فَاقْتُلُوهُمْ كَذلِكَ جَزاءُ الْكافِرِينَ (191)}.

.الإعراب:

الواو عاطفة {اقتلوا} فعل أمر مبنيّ على حذف النون.. والواو فاعل وهم ضمير متّصل مفعول به {حيث} ظرف مكان مبنيّ على الضمّ في محلّ نصب متعلّق ب {اقتلوهم} {ثقفتم} فعل ماض وفاعله، والواو حرف إشباع الضمّة في الميم وهم ضمير متّصل مفعول به الواو عاطفة {أخرجوهم} مثل اقتلوهم {من} حرف جرّ {حيث} اسم مبنيّ على الضمّ في محلّ جرّ متعلّق ب {أخرجوهم} {أخرجوا} فعل ماض مبنيّ على الضمّ.. والواو فاعل وكم ضمير مفعول به الواو اعتراضيّة {الفتنة} مبتدأ مرفوع {أشدّ} خبر مرفوع {من القتل} جارّ ومجرور متعلّق بأشدّ الواو عاطفة لا ناهية جازمة {تقاتلوا} مضارع مجزوم وعلامة الجزم حذف النون... والواو فاعل وهم ضمير متّصل مفعول به عند ظرف مكان منصوب متعلّق ب {تقاتلوهم} {المسجد} مضاف إليه مجرور {الحرام} نعت للمسجد مجرور مثله {حتّى} حرف غاية وجرّ {يقاتلوا} مضارع منصوب- أن مضمرة بعد حتّى وعلامة النصب حذف النون.. والواو فاعل وكم ضمير مفعول به في حرف جرّ والهاء.
ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب {يقاتلوا}.
والمصدر المؤوّل {أن يقاتلوا} في محلّ جرّ ب {حتّى} متعلّق ب {تقاتلوهم}.
الفاء استئنافيّة إن حرف شرط جازم {قاتلوا} فعل ماض مبنيّ على الضمّ في محلّ جزم فعل الشرط.. والواو فاعل كم ضمير مفعول به الفاء رابطة لجواب الشرط {اقتلوهم} مثل الأول. الكاف حرف جرّ وتشبيه، ذا اسم إشارة مبنيّ في محلّ جرّ متعلّق بمحذوف خبر مقدّم واللام للبعد والكاف خطاب جزاء مبتدأ مؤخّر مرفوع {الكافرين} مضاف إليه مجرور وعلامة الجرّ الياء.
جملة: {اقتلوهم} لا محلّ لها معطوفة على جملة قاتلوا في سبيل اللّه.
وجملة: {ثقفتموهم} في محلّ جرّ مضاف إليه.
وجملة: {أخرجوهم} لا محلّ لها معطوفة على جملة اقتلوهم.
وجملة: {أخرجوكم} في محلّ جرّ مضاف إليه.
وجملة: {الفتنة أشدّ} لا محلّ لها اعتراضيّة.
وجملة: {لا تقاتلوهم} لا محلّ لها معطوفة على جملة اقتلوهم حيث.
وجملة: {يقاتلوكم} لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ أن المضمر.
وجملة: {إن قاتلوكم} لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: {اقتلوهم} في محلّ جزم جواب الشرط مقترنة بالفاء.
وجملة: {كذلك جزاء الكافرين} لا محلّ لها استئنافيّة تعليليّة.

.الصرف:

{الفتنة} مصدر سماعيّ لفعل فتن يفتن باب ضرب، وزنه فعلة بكسر الفاء على وزن مصدر الهيئة.
{القتل} مصدر سماعيّ لفعل قتل يقتل باب نصر وزنه فعل بفتح فسكون.

.البلاغة:

1- {وَالْفِتْنَةُ أَشَدُّ مِنَ الْقَتْلِ} أي شركهم في الحرم أشد قبحا، أو المحنة التي يفتتن بها الإنسان كالاخراج من الوطن المحبب للطباع السليمة أصعب من القتل لدوام تعبها وتألم النفس بها والجملة على الأول من باب التكميل والاحتراس لقوله تعالى: {وَاقْتُلُوهُمْ} إلخ عن توهم أن القتال في الحرم قبيح فكيف يؤمر به، وعلى الثاني تزييل لقوله سبحانه: {وَأَخْرِجُوهُمْ} إلخ لبيان حال الإخراج والترغيب فيه.

.[سورة البقرة: آية 192]:

{فَإِنِ انْتَهَوْا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (192)}.

.الإعراب:

الفاء عاطفة إن حرف شرط جازم {انتهوا} فعل ماض مبنيّ على الضمّ المقدّر على الألف المحذوفة لالتقاء الساكنين في محلّ جزم فعل الشرط.. والواو فاعل الفاء رابطة لجواب الشرط إنّ حرف مشبّه بالفعل {اللّه} لفظ الجلالة اسم إنّ منصوب {غفور} خبر إنّ مرفوع {رحيم} خبر ثان مرفوع.
جملة: {إن انتهوا} لا محلّ لها معطوفة على جملة قاتلوكم في الآية السابقة.
وجملة: {إنّ اللّه غفور} لا محلّ لها تعليل لجواب الشرط المحذوف.
أي: إن انتهوا فاللّه يغفر لهم لأنّ اللّه غفور رحيم.

.الصرف:

{انتهوا} فيه إعلال بالحذف، أصله انتهاوا، حذفت الألف لمجيئها ساكنة قبل واو الجماعة الساكنة، وفتح ما قبل الواو دلالة على الألف المحذوفة وزنه افتعوا.

.[سورة البقرة: آية 193]:

{وَقاتِلُوهُمْ حَتَّى لا تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ لِلَّهِ فَإِنِ انْتَهَوْا فَلا عُدْوانَ إِلاَّ عَلَى الظَّالِمِينَ (193)}.

.الإعراب:

الواو عاطفة قاتلوا سبق إعرابه، وهم ضمير متصل مفعول به {حتى} حرف غاية وجر {لا} نافية {تكون} مضارع تامّ منصوب بأن مضمرة بعد حتّى {فتنة} فاعل مرفوع.
والمصدر المؤوّل {ألّا تكون فتنة} في محلّ جرّ ب {حتّى} متعلّق ب {قاتلوهم}.
الواو عاطفة {يكون} مضارع تامّ أو ناقص منصوب معطوف على تكون الأول {الدين} فاعل أو اسم يكون مرفوع {للّه} جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف حال من الدين أو بمحذوف خبر يكون الفاء استئنافية {إن انتهوا} سبق إعرابها في الآية السابقة الفاء رابطة للجواب لا نافية للجنس {عدوان} اسم لا مبنيّ على الفتح في محلّ نصب {إلّا} أداة حصر {على الظالمين} جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف خبر لا وعلامة الجرّ الياء.
جملة: {قاتلوهم} لا محلّ لها معطوفة على جملة قاتلوا في سبيل اللّه أوجملة اقتلوهم حيث ثقفتموهم.
وجملة: {لا تكون فتنة} لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ.
وجملة: {يكون الدين} لا محلّ لها معطوفة على جملة صلة الموصول الحرفيّ.
وجملة: {إن انتهوا} لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: {لا عدوان إلا} في محلّ جزم جواب الشرط مقترنة بالفاء..

.الصرف:

{عدوان} مصدر عدا يعدو بمعنى اعتدى باب نصر وزنه فعلان بضمّ الفاء.

.[سورة البقرة: آية 194]:

{الشَّهْرُ الْحَرامُ بِالشَّهْرِ الْحَرامِ وَالْحُرُماتُ قِصاصٌ فَمَنِ اعْتَدى عَلَيْكُمْ فَاعْتَدُوا عَلَيْهِ بِمِثْلِ مَا اعْتَدى عَلَيْكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ (194)}.

.الإعراب:

{الشهر} مبتدأ مرفوع {الحرام} نعت للشهر مرفوع مثله {بالشهر} جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف خبر تقديره مقابل {الحرام} نعت للشهر مجرور مثله الواو عاطفة {الحرمات} مبتدأ مرفوع {قصاص} خبر مرفوع الفاء عاطفة من اسم شرط جازم مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ {اعتدى} فعل ماض مبنيّ على الفتح المقدّر على الألف، والفاعل ضمير مستتر تقديره هو على حرف جرّ وكم ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب {اعتدى} الفاء رابطة لجواب الشرط {اعتدوا} فعل أمر مبنيّ على حذف النون.. والواو فاعل عليه مثل عليكم متعلّق ب {اعتدوا} {بمثل} جارّ ومجرور متعلّق ب {اعتدوا} ما حرف مصدريّ، {اعتدى} مثل الأول {عليكم} مثل الأول متعلّق ب {اعتدى}.
والمصدر المؤوّل من ما والفعل في محلّ جرّ مضاف إليه.
الواو استئنافيّة {اتّقوا} مثل اعتدوا {اللّه} لفظ الجلالة مفعول به منصوب الواو عاطفة {اعلموا} مثل اعتدوا أنّ حرف مشبّه بالفعل للتوكيد {اللّه} اسم أنّ منصوب {مع} ظرف مكان منصوب متعلّق بمحذوف خبر أنّ {المتّقين} مضاف إليه مجرور وعلامة الجرّ الياء. والمصدر المؤوّل من أنّ واسمها وخبرها سدّ مسدّ مفعولي اعلموا.
جملة: {الشهر الحرام بالشهر} لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: {الحرمات قصاص} لا محلّ لها معطوفة على جملة الاستئناف.
وجملة: {من اعتدى} لا محلّ لها معطوفة على جملة الاستئناف.
وجملة: {اعتدى عليكم} في محلّ رفع خبر من.
وجملة: {اعتدوا عليه} في محلّ جزم جواب الشرط مقترنة بالفاء.
وجملة: {اعتدى عليكم} لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ.
وجملة: {اتّقوا اللّه} لا محلّ لها استئنافية.
وجملة: {اعلموا} لا محلّ لها معطوفة على جملة اتّقوا اللّه.

.الصرف:

{الحرمات} جمع حرمة، اسم لما يجب احترامه.
وقد يكون مصدرا بمعنى المهابة والقداسة، وزنه فعلة بضمّ فسكون أو بضمّتين أو بضمّ وفتح.
{القصاص} انظر الآية [178] من هذه السورة.
{اعتدى} انظر الآية [178] من هذه السورة.
{اعتدوا} انظر الآية [192] من هذه السورة.

.البلاغة:

المجاز المرسل: في قوله تعالى: {فَمَنِ اعْتَدى عَلَيْكُمْ فَاعْتَدُوا عَلَيْهِ بِمِثْلِ مَا اعْتَدى عَلَيْكُمْ}.
عبّر بقوله فاعتدوا عليه، وهو ليس اعتداء في الحقيقة وإنما هو عقوبة بلفظ الاعتداء لأنه سبب في العقوبة. فعلاقة هذا المجاز السببية.